كتاب جلسات نفسية

ملخص كتاب "جلسات نفسية"

 


كتاب جلسات نفسية

تأليف: د. محمد الشامي أو كاتب نفسي عربي بأسلوب أدبي بسيط وعميق

تصنيف: علم النفس – تطوير الذات – الصحة النفسية

مقدمة الكتاب:

"جلسات نفسية" هو أكثر من مجرد كتاب؛ هو رحلة داخل أعماق النفس، يُشبه الجلوس مع معالج نفسي حكيم يستمع إليك بصبر، ثم يشاركك خلاصة تجربته بأسلوب سهل، عاطفي، وواقعي.

الكاتب يُسلّط الضوء على أكثر القضايا النفسية شيوعًا في حياة الناس، مثل: الحزن، القلق، الضعف، جلد الذات، العلاقات، التقدير الذاتي، والخوف من الفشل.

كل فصل كأنه جلسة علاج نفسي، تبدأ بمشكلة، وتطرح أسئلة عميقة، وتنتهي برسالة دعم واضحة للقارئ.

الفصل الأول: لا تتجاهل مشاعرك

من أولى الرسائل القوية التي يطرحها الكاتب أن الاعتراف بالمشاعر ليس ضعفًا، بل هو أول خطوة للشفاء.

الكثير من الناس يحاولون دفن مشاعرهم، التظاهر بالقوة، أو تجاهل الألم، معتقدين أن هذا هو الطريق إلى التماسك. لكن الحقيقة أن التجاهل يؤدي إلى تراكم داخلي يُحوّل الحزن إلى غضب، والقلق إلى احتراق داخلي.

"المشكلة ليست في البكاء، بل في الكبت. ليست في الألم، بل في التجاهل."

يتحدث عن أهمية تقبّل الحزن والاعتراف بالضعف كجانب إنساني طبيعي. فالإنسان ليس آلة. القوة ليست في عدم الشعور، بل في القدرة على التعامل مع الشعور.

الفصل الثاني: من أنا؟ وماذا أريد؟

من الجلسات المهمة التي يطرح فيها الكاتب سؤالًا وجوديًا:

"كم مرة سألت نفسك: ماذا أريد أنا؟"

يركز هذا الفصل على أزمة الهوية التي يعيشها الكثير من الناس بسبب محاولاتهم المستمرة لإرضاء الآخرين، أو اتباع توقعات المجتمع والأسرة دون الالتفات لما يريده الشخص فعلًا.

يتحدث عن حالة الانفصال عن الذات، حيث يفقد الفرد الشعور الحقيقي بما يناسبه، ويعيش في دوامة المقارنات.

الحل يبدأ بـ:

إغلاق ضوضاء المجتمع.

الصمت قليلًا.

الإصغاء لما تقوله النفس من الداخل.

الفصل الثالث: جلد الذات – العدو الصامت

يتطرق الكاتب إلى أحد أخطر العوامل التي تهدم الصحة النفسية: جلد الذات.

"أنت أكبر من خطأ ارتكبته، أو لحظة ضعف مررت بها."

الكثير من الناس يعيشون في دوامة من اللوم والندم والمقارنة، يجلدون أنفسهم بسبب قراراتهم السابقة، أو فشلهم، أو حتى عواطفهم.

يشير الكاتب إلى أن هذا الصوت الداخلي السلبي لا يُحفز، بل يُدمّر. وأن الرحمة بالنفس ليست ترفًا بل ضرورة.

يعرض استراتيجيات للتصالح مع الذات:

التفرقة بين الخطأ والشخص.

معاملة النفس كما تعامل صديقًا مقربًا.

التقدير الذاتي لا يعني الغرور، بل الوعي بالقيمة.

الفصل الرابع: عن الحزن والفراغ

يُحلّل الكاتب مشاعر الحزن بأسلوب علمي وإنساني في آنٍ واحد. يؤكد أن الحزن ليس مرضًا بل استجابة، وأن تجاهله يجعل الشخص فاقدًا للحس.

يشرح كيف يمكن للحزن أن:

يعيد ترتيب الأولويات.

يُقربنا من حقيقة الحياة.

يمنحنا فهمًا أعمق للآخرين.

كما يشير إلى أهمية الفراغ و"اللاشيء"، ذلك الشعور القاتل الذي لا يُوصف. ويقدم وسائل لتجاوزه عبر التعبير، الحركة، والرعاية الذاتية.

الفصل الخامس: الفن والشفاء النفسي

من الفصول الممتعة في الكتاب، حيث يربط الكاتب بين الإبداع والراحة النفسية.

ينقل دراسة بريطانية تقول إن الرسم العشوائي أو الكتابة الحرة تفعل مراكز عصبية في الدماغ وتقلل التوتر.

يُشجّع القارئ على التعبير الفني حتى دون مهارة:

اكتب يومياتك.

ارسم بلا هدف.

شكّل الطين أو الرمل.

حرّك يدك واتركها تتكلم.

الرسالة هنا: الإبداع دواء، وليس أداءً.

الفصل السادس: نحن كائنات اجتماعية رغمًا عنا

في هذا الفصل، يستشهد الكاتب بابن خلدون حين قال إن "الإنسان كائن اجتماعي بالضرورة".

يناقش حاجتنا الفطرية إلى التواصل، الدعم، والمشاركة.

الوحدة الطويلة ليست راحة، بل عزلة قاتلة.

كما يوضح كيف أن الإنسان يتعلم من الآخرين، يتطور معهم، ويشعر بالطمأنينة في وجودهم.

لكنه يوازن هذه الفكرة بالتأكيد على أهمية الحدود النفسية.

فليس كل تواصل صحي، ولا كل علاقة داعمة.

الفصل السابع: الماضي لا يجب أن يتحكم فيك

الكثير من الناس يعيشون رهائن لماضيهم، سواء كان مؤلمًا، أو مليئًا بالندم، أو محمّلًا بالفشل.

الكاتب يُقدّم هذا الفصل كـ "جلسة تحرر".

يقول:

الماضي ليس أنت.

الذكريات لا تعني استمرار الألم.

أنت حرّ أن تبدأ الآن.

يقدم تقنيات مثل:

كتابة رسالة للماضي.

ممارسة التأمل العقلي (Mindfulness).

إطلاق نية الغفران والتجاوز.

الفصل الثامن: الوعي أهم من التغيير

يرى الكاتب أن كثيرًا من الناس يركزون على "تغيير السلوك" دون فهم الأسباب التي تقف خلفه.

لذلك يعودون لنقطة الصفر بعد كل محاولة.

ويؤكد أن الوعي هو البذرة الأولى للتغيير الحقيقي.

فمثلًا:

لماذا تغضب؟

لماذا تنعزل؟

لماذا تخاف من الحب أو الالتزام؟

كل إجابة تكشف عقدة. وكل عقدة تُفك بالوعي، لا بالقوة.

الفصل التاسع: الثقة بالنفس ليست كذبة

من أكثر الفصول إلهامًا. يناقش أن الثقة لا تُكتسب من الكلمات الإيجابية فقط، بل من:

التجارب.

الإنجازات الصغيرة.

الدعم من الذات والآخرين.

كما أن مصدر الثقة الحقيقي هو القبول:

"أن تقبل نفسك كما أنت، ثم تعمل على تطويرها، لا على كرهها."

الفصل العاشر: السكينة الحقيقية

يختم الكاتب بطرح مفهوم "السكينة"، وهو أعمق من السعادة.

السعادة مؤقتة، لكن السكينة هي شعور بالرضا العميق، والطمأنينة، والسلام مع الذات مهما كانت الظروف.

وأن الوصول إليها لا يكون عبر الهروب أو المثالية، بل بـ:

المصالحة مع الماضي.

تقبّل الحاضر.

الرجاء في المستقبل.

الرسائل الجوهرية في "جلسات نفسية":

مشاعرك ليست ضعفًا، بل دليل إنسانيتك.

لا أحد سينقذك غيرك.

تعلم أن تقول: "أنا أحتاج، أنا أتألم، أنا أريد."

الراحة النفسية لا تعني غياب المشاكل، بل الحضور الكامل رغمها.

لا تقارن جرحك بغيرك. ما يؤلمك حقيقي ويستحق الاحترام.

الثقة تبدأ من الداخل، والدعم مهم ولكن ليس بديلًا عنك.

خاتمة:

"جلسات نفسية" ليس فقط كتابًا، بل مرآة للنفس.

هو نداء صادق لكل من تعب، لكل من فقد بوصلته، ولكل من يبحث عن نفسه في زحمة الحياة.

قد لا يُغيّر الكتاب حياتك تمامًا، لكنه سيُغيّر نظرتك لها — وهذا هو بداية كل تغيير حقيقي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب المنهج الذي لا يدرس

كتاب المتلاعبون بالعقول

كتاب أسوأ عدو أفضل معلم